يأتي شهر رمضان المعظم وتحل معه البركة ويعم الخير على الجميع ، ويتعهد كل مسلم بينه وبين نفسه بأن لا يفعل الا الصالح ولا يرتكب ما يغضب الله في هذا الشهر المبارك الذي ترفع فيه الأعمال وتتضاعف فيه الحسنات وتغفر فيه الذنوب.
وفي هذه الأيام المباركة يفضل الكثيرون منا أن يحصل على جزء من إجازته السنوية في رمضان وذلك للتفرغ للعبادة وأداء الصلوات جامعة والتقرب لله أكثر فأكثر ، لكن هناك بعض الفئات التي تتخذ من الاجرام بكل أشكاله مهنة لهم ، وهم في مستويات إجرامهم درجات ، فمنهم من يتوقف عن ممارسة نشاطه طول أيام الشهر الفضيل احتراما لقدسيته وخوفا من عقاب الله وهؤلاء هم الذين لازالت في قلوبهم ذرة من الايمان وهم أقرب الى التوبة وينتظرون الهداية ، وبعض آخر يتوقف لعدة أيام ثم يعاود نشاطه دون وازع من ضمير ، وفريق من المجرمين يكثف من نشاطه ويجدها فرصة لزيادة حصيلته على حساب متوسطي الحال والفقراء الذين تتيسر أمورهم قليلا في رمضان لتوفير السلع الرمضانية الضرورية والمحببة لدى المصريين ، وهذا الفريق لا أمل فيه ولا رجاء فالشر مسلكه والقسوة تسكنه والحرام سلوانه .
إن الله سبحانه وتعالى يمنحنا فرصة عظيمة للتوبة عن كل صغيرة وكبيرة في شهر القرآن فلذلك نحرص عند نية الصيام الدعاء بأن يقدرنا سبحانه على صيامه وقيامه وحسن عبادته ، ونتوجس خيفة أن نأتي بأي فعل أو لفظ عن دون عمد أو قصد يكون سببا في ابطال صيامنا أو الانتقاص منه ، ولذلك جاءت زكاة الفطر لتمحو مثل هذه الصغائر من مبطلات الصيام .
إنني لن أبالغ في التفاؤل وأطلب من المجرمين أن يكفوا عن جرائمهم ويتوبوا لأني أعلم انهم لن يلتفتون لطلبي فشيوخنا الأفاضل بح صوتهم ولم تختفي الجريمة ، لذلك أطلب منهم فقط أن يمنحوا أنفسهم إجازة لمدة ثلاثين يوما فقط للراحة والاسترخاء والاستجمام بعد عناء عام كامل من العمل الشاق المصحوب بالخطر والمحفوف بالمخاطر ، فإن لبدنك عليك حق ، وإذا أردت أن تتأمل في عباد الله الصائمين وتفعل كما يفعلون فأفعل ذلك على سبيل التجربة فقد تعجبك التجربة وتتلمس فوائدها وتكون بابك العالي للتوبة ومفتاح دخولك الجنة .
وكل رمضان والمجرمين في إجازة ، والمسلمون بألف خير .