بسم الله الرحمن الرحيم
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
﴿المجادلة 11﴾
حبا الله مصر بنخب متميزة من علماء الإسلام والدعاة والمفسرين الذين ساهموا بواسع علمهم في نشر صحيح الدين في العالم ، ومّنَ الله على أهلها بعذوبة الصوت في قراءة القرآن الكريم وترتيله وتجويده ، وروعة الأداء في الإنشاد والابتهال .. ومن حق أولئك الذين أمتعونا أن نتذكرهم ولو باستعراض جزء من سيرتهم فإن فضلهم علينا عظيما ، وقصتنا اليوم مع:
( الشيخ محمد رفعت )
من منا لم يستمع إليه ولم يستمتع به ، ارتبط صوته بشهر رمضان المبارك وكان أول من قرأ القرآن الكريم بالإذاعة المصرية عند افتتاحها في عام 1934م بتلاوة عطرة من أول سورة الفتح .
ولد الشيخ محمد رفعت محمود رفعت، وهو اسم مركب في عام ١٨٨٢م بحي المغربلين بالقاهرة، وكان والده محمود بك رفعت مأمور قسم الخليفة ، وفقد بصره وهو في سن الثانية من عمره ، وحفظ القرآن في سن الخامسة ، وتوفي والده وهو في التاسعة ، درس علم القراءات وعلم التفسير ثم المقامات الموسيقية بمسجد فاضل باشا بحي السيدة زينب ، وقد أنطلق صوته العذب من هذا المسجد وهو في الخامسة عشر من عمره فبلغ شهرة واسعة ونفذ صوته إلى أعماق العالم فأبكاهم وأشجاهم وأمتعهم ، حتى أنه سجل بصوته سورة مريم للإذاعة البريطانية (بى.بى.سى) بعد إلحاح منهم ، وبعد أن استفتى في ذلك شيخ الأزهر .
لقب الشيخ محمد رفعت بعدد كبير من الألقاب مثل (المعجزة – قيثارة السماء – الروحانى – الربانى – القرآنى – كروان الإذاعة – الصوت الذهبى – الصوت الملائكى – صوت عابد – صوت رحمة).
أصيب الشيخ محمد رفعت في عام 1943م بمرض سرطان الحنجرة وتوقف عن القراءة، وبرغم أنه لم يكن يملك تكاليف العلاج إلا أنه اعتذر عن قبول أي مدد أو عون وكانت كلمته المشهورة “إن قارئ القرآن لا يهان” وانتقل إلى جوار ربه عام 1950م.
رحم الله شيخنا الجليل فضيلة القارئ الشيخ / محمد رفعت.