بسم الله الرحمن الرحيم
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
﴿المجادلة 11﴾
حبا الله مصر بنخب متميزة من علماء الإسلام والدعاة والمفسرين الذين ساهموا بواسع علمهم في نشر صحيح الدين في العالم ، ومّنَ الله على أهلها بعذوبة الصوت في قراءة القرآن الكريم وترتيله وتجويده ، وروعة الأداء في الإنشاد والابتهال .. ومن حق أولئك الذين أمتعونا أن نتذكرهم ولو باستعراض جزء من سيرتهم فإن فضلهم علينا عظيما ، وقصتنا اليوم مع:
( الشيخ نصر الدين طوبار)
صاحب صوت مميز مرهف الحس صادق المشاعر ، تربع على عرش الإنشاد الديني بلا منازع طيلة سنوات عمره وحتى بعد مماته ، كتبت عنه الصحافة الألمانية “صوت يضرب على أوتار القلوب” إنه الشيخ نصر الدين طوبار الذي ولد في عام 1920 بمحافظة الدقهلية ، وفيها بدأ حفظ القرآن الكريم شأنه شأن كل كبار المبدعين من جيله والأجيال التي سبقته .
منذ صغره وهو يتمتع بصوت جميل مكنه من ترتيل القرآن والابتهالات في الاحتفالات والمناسبات العامة ، تقدم للإذاعة أكثر من ست مرات ولكن لم يحالفه التوفيق إلى أن تم اعتماده في المرة السابعة قارئاً ومبتهلاً وذلك في عام 1956م تعلم الموسيقي ودرس المقامات الصوتية على أيدي متخصصين ، فدرس المقامات، وظل يواصل الدراسة حتى تفوق بها، مقدما البرهان على أن الابتهال أو الإنشاد ليس مجرد صوت حسن، بل هو تدريب صوتي على القراءة الصحيحة المتمكنة لفترات طويلة.
أمتعنا الشيخ نصر الدين طوبار بالعديد من الأناشيد والابتهالات الدينية من أشهرها “يا مالك الملك”، و”مجيب السائلين”، و”جل المنادي”، و”من ذا الذي بجماله حلاك”، و”سبحانك يا غافر الذنوب”، و”إليك خشوعي”، و”هو الله”، و”يا ديار الحبيب”، و”قف أدبًا”، و”طه البشير”، و”لولا الحبيب”، و”كل القلوب إلى الحبيب تميل”، و”يحق طاعتك”.
جاب الشيخ طوبار العديد من دول العالم، ونال إعجاب كل مَن استمع إلى صوته في البلاد التي زارها ، وحلق بصوته فى بيت المقدس وكبر لصلاة العيد بالمسجد الأقصى ، وكرمته كرمته كل الدول التي زارها.
توفي الشيخ نصر الدين طوبار في السادس من نوفمبر من عام 1986م عن عمر (66) عاماً وترك لنا أكثر من (200) ابتهالا وموشحاً نغذي بها أرواحنا حين تستدعي السكينة .
رحم الله شيخنا الجليل فضيلة الشيخ/ نصر الدين طوبار.