بسم الله الرحمن الرحيم
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
﴿المجادلة 11﴾
حبا الله مصر بنخب متميزة من علماء الإسلام والدعاة والمفسرين الذين ساهموا بواسع علمهم في نشر صحيح الدين في العالم ، ومّنَ الله على أهلها بعذوبة الصوت في قراءة القرآن الكريم وترتيله وتجويده ، وروعة الأداء في الإنشاد والابتهال .. ومن حق أولئك الذين أمتعونا أن نتذكرهم ولو باستعراض جزء من سيرتهم فإن فضلهم علينا عظيما ، وقصتنا اليوم مع:
( الشيخ أبو العينين شعيشع)
قرأ القرآن الكريم لأكثر من ستين عاماً متصلة وكان مدرسة في التلاوة وأستاذاً في الأحكام القرآنية وعالماً بعلوم القرآن وآدابه ، إنه الشيخ أبو العينين شعيشع ، وأسمه بالكامل أبو العينين شعيشع بن أبي العينين .
ولد الشيخ أبو العينين شعيشع في مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ في شهر أغسطس من عام 1922م من أسرة متوسطة الحال وكان ترتيبه الثاني عشر بين إخوانه وأخواته ، حفظ القرآن الكريم قبل سن العاشرة ، وعندما وصل للمرحلة الثانوية أهمل دراسته بسبب عشقة للقرآن الكريم وحرصه على متابعة وحضور السهرات الليلية لكبار القراء والمنشدين في أي مكان يتواجدون فيه ، فترك الدراسة وأولى جل اهتمامه بقراءة القرآن الكريم ، وقد ساعده في ذلك أخيه الشيخ أحمد والذي كان يعد من مشاهير القراءة في المنصورة حيث كان يصطحبه معه في المناسبات القرآنية التي يحييها وأتاح له الفرصة ليقرأ في إحدى المناسبات بدلاً منه ، وسمعه الشيخ محمد رفعت فأعجب به وتنبأ له بمستقبل باهر.
في عام 1942م غادر الشيخ أبو العينين شعيشع إلى القاهرة واتخذها مقراً دائماً له ، وهناك سمعه أحد رجال القصر الملكي فاستدعاه ليقرأ في الإذاعة ليكون ذلك إيذانا بميلاد صوتا قرآنياً إذاعياً جديداً أبهر بصوته الخاشع وحنجرته المعبرة الملايين وأصبح في الصفوف الأولى بين كبار القراء في تلك الفترة أمثال الشيخ محمد رفعت ، والشيخ مصطفى إسماعيل ، والشيخ عبد الفتاح الشعشاعي ، والشيخ محمد الصيفي (رحمهم الله).
تعددت زيارات الشيخ أبو العينين شعيشع لدول العالم الإسلامي ودول أوروبا ونال ما يستحق من تكريم ، جاب القرى والنجوع في ريف مصر لاكتشاف أصحاب الأصوات القرآنية الجديدة لتأهيلهم وثقل مواهبهم ، تقلد العديد من المناصب وأجاد فيها .
وفي يوم الخميس 23 يونيو من عام 2011م توفي الشيخ أبو العينين شعيشع عن عمر يناهز 89 عامًا، ولا يزال يمتعنا بصوته الجميل حتى يومنا هذا .
رحم الله شيخنا الجليل فضيلة القارئ الشيخ / أبو العينين شعيشع.