لم أتابع اي من البرامج والمسلسلات الرمضانية هذا العام باستثناء مسلسل “الاختيار ٢” ، وقد شاهدته في حلقات مجمعة عبر منصة “Watch It ” بعيدا عن المساحات الإعلانية المبالغ فيها بشكل كبير والتي تتجاوز دقائق عرضها مدة عرض المسلسل نفسه مما يصيب المشاهد بالملل ويفقده متعة المتابعة .
وحتى لا أظلم بقية الأعمال الدرامية التي تضمنتها الخريطة الرمضانية وما أنفق على انتاجها من ملايين وما بذل من جهود لاكمالها وما صاحب تصويرها من متاعب ، فلن أنصب نفسي ناقدا أو محللا لها وأنا لم أشاهدها أصلا وسأكتفي بالحديث عن المسلسل الذي تابعته وهو “الاختيار ٢” هذا العمل الملحمي الذي يؤرخ لفترة عصيبة من تاريخ مصر حاول الكثيرون من أهل الشر تزييف حقائقها فقطع المسلسل ألسنتهم وبدد مؤامراتهم ، ولو لم يكن قد تم توثيق تلك الحقبة وعرضها على العالم في هذا التوقيت القريب من تواريخ حدوثها لكان لهم ما أرادوا وتمادوا في اختلاق الأكاذيب وادعاء البطولات والتلاعب بقلوب وعقول المغيبين وخلق جيل جديد من المتشددين والمتطرفين والارهابيين قد يكونوا أكثر عنفا وأشد خطرا من أسلافهم في المستقبل.
ولأهمية العمل وروعة الاداء وقوة الانتاج ، فإن مسلسل “الاختيار ٢” قد يأتي في مقدمة جميع الأعمال الأخرى التي قدمت هذا العام ، وذلك ليس تقليلا منها أو لعيب فيها ، بل لأن الاختيار عمل وطني خالص يحتوى على مشاهد حقيقية تفند الكثير من إدعاءات التضليل وتصحح العديد من المفاهيم المغلوطة التي كان يتشبث بها المغرضون ويتحايلون بها على الكيانات الدولية الكارهة لمصر والحاقدة على شعبها.
تحية لصناع العمل ولجميع أبطاله الذين برعوا في أداء أدوارهم لدرجةٍ الإجادة فأشعرونا بأننا أمام الشخوص الحقيقية التي تعاملت مع هذه الأحداث بكل بسالة وفدائية وتحملت ما لا يتحمله بشر للدفاع عن وحدة الوطن وسلامة أراضيه .
ونتمنى أن نشاهد جزء ثالث من هذا المسلسل “الاختيار ٣” في رمضان القادم ، ولكن بمنظور آخر يبرز التطور العمراني والحضاري الذي شهدته مناطق الصراع في سيناء بعد القضاء على الارهاب ، ويلقي الضوء على مشروعات التنمية التي أنجزتها الدولة في خضم هذه الأحداث والنقلة النوعية التي عمت كافة ارجاء الوطن ، ولهفة المصريين لاعلان الرئيس عن قيام الجمهورية الثانية وتطلعاتهم وطموحاتهم لمستقبل بلدهم المشرق بإذن الله .