لا أحد فوق القانون ، شعار كنا نسمعه في أزمنة سابقة من مسئولين كبار في الدولة عندما كانت تتكشف الاعيب احد المحسوبين عليهم من الحيتان ويقع في المحظور وتفوح رائحته ، ولم يكن ذلك الا مجرد شعارات تطلق لتبريد المشاعر وتهدئة الأجواء وامتصاص الغضب ، فالحوت معروف بجبروته وقوته وسلطانه وهيمنته على كل من حوله ولا يقوى عليه ولا ينال منه ولا يفترسه أحد ، وعندما يسقط تتروى القروش والهوامير والدلافين خشية منه وثقة في قدرته على الصمود والتصدي والعودة من جديد مسعورا ملتهما كل من تشفى وشمت أو حاد وصمت .
وجاء العهد الجديد الذي أعاد للقانون كلمته وللقاضي هيبته وللقضاء قيمته فانحنى ظهر الحوت وتنكرت منه الهوامير وتجاهلته القروش واستهيفته حتى الدلافين ، نحن الآن في زمن مختلف لا أحد فيه فوق القانون ولا أحد فيه محسوب على أحد ، ولا أحد فيه يحتمي بأحد ، من منا كان يتخيل أن وزيرا أو محافظا أو نائبا أو مسئولا كبيرا يتم استدعائه للاستجواب في النيابة أو حتى يذكر أسمه في التحقيقات ، وهل كنا نتصور أنه سيأتي اليوم الذي نرى أي منهم يحاكم ويدان ويصدر حكما بحقه ويقبع خلف القضبان ، هذا ما حدث مع العديد من الشخصيات العامة والمشاهير الذين ارتكبوا أفعالا يعاقب عليها القانون ، والعقاب هو جزاء كل مذنب ثبت بحقه الاتهام ، وفشل هو ودفاعه في اثبات عكس ذلك .
بعض الحيتان تقبع الآن خلف القضبان ، وبعض الحيتان تختبأ خلف الجدران ، والقانون بعد ثورة الثلاثين من يونيو التي نحتفل بذكراها في هذه الأيام لا يفرق بين الحيتان ، ومن أجل ذلك نحن سعداء بثورتنا وقيادتنا وبجيشنا وشرطتنا وبقضائنا العادل الشامخ المنصف ، وتحيا مصر