لم تكن قصة المغدور بها نيرة مع زميلها في الجامعة محمد عادل المتهم بقتلها هي الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة وان اختلفت النهايات ، ومع نيرة كانت النهاية الأسوأ فقد قتلت البطلة بدم بارد دون ذنب اقترفته سوى أنها استشعرت وفي وقت مناسب أن الارتباط بهذا الشاب سيكون مصيره الفشل ، فكرت بعقلها لا بقلبها واتخذت قرارها الصائب بقطع كل أشكال التواصل معه لعدم التوافق ..
كثيرات مثل نيرة مررن بنفس الظروف فكم من قصص الغرام المزعومة أو الوهمية التي شهدتها أروقة الجامعات ولم يكتب لها النجاح الا القليل ، فعلاقة الطالب بالطالبة في نفس الجامعة قد تأخذ أشكالا مختلفة بعضها لا يتعدى حدود الزمالة والأخوة وبعضها يتحول إلى اعجاب طرف بآخر دون أن يكشف عن اعجابه وقد يكون الاعجاب متبادل فيتطور الامر الى علاقة عاطفية بريئة قائمة على الاحترام وقد يبلغ الحب مداه ويتفق الطرفان على الارتباط ويشاع الخبر بين زملاء الطرفين في نفس الدفعة ، ويبقى الاعلان الرسمي حين يتقدم الطالب لأهل الطالبة لطلب يدها ، وفي كثير من الأحوال يحاول الطالب ارجاء هذه الخطوة الى ما بعد التخرج ، فإن كان صادقا ، حافظ على حبيبته طوال فترة الدراسة ثم يتقدم لأهلها فور التخرج ، أما وإن كان مخادعا ، وأكثرهم كذلك ، فإنه يتجاوز في حق حبيبته مستغلا تعلقها به فيعاملها معاملة المخطوبين فيخرج معها مرات ويتعدى حدوده مئات المرات ، وبينما المسكينة تنتظر لحظة تخرجهما بفروغ الصبر حتي يفي الحبيب بوعده ، يظل المخادع على خداعه بكلامه المعسول وكل ما في ذهنه اللهو ثم الفرار .
هذه بعض النماذج الدارجة في مجتمع الجامعة ، لكن هناك بعض العلاقات التي توجت بزواج عرفي كان مصيره الفشل والضياع والندم ، وتبقى الفتاة في كل الأحوال هي الضحية .
نرفع أسمى آيات التقدير والاحترام لروح الفقيدة نيرة أشرف التي أعطت درسا لكل طالبات الجامعة بأن يوقفن كل هائم عند حده ولا يقبلن الارتباط بمن هم أقل منهن درجة سواء في العلم او الخلق أو في الحالة الاجتماعية ، فللزواج حسابات أخرى ، وليعلمن أن كل طالب جامعة أمامه مشوار طويل وشاق حتى يصبح قادرا على تحمل أعباء الزواج وتحمل المسؤولية الا من كان منهم وارثا أو ميسورا بالوراثة ، فلا تتسرعن رجاءا وخذوا من زميلتكم الشهيدة “نيرة” قدوة .
حفظ الله بناتنا ، وهب لهن الزوج والسند الصالح ، أمين .